دراسة: أزمة المناخ تهدد قارة إفريقيا بفقدان 64% من ناتجها المحلي
دراسة: أزمة المناخ تهدد قارة إفريقيا بفقدان 64% من ناتجها المحلي
سلطت صحيفة "الغارديان" البريطانية الضوء على أحدث الدراسات المدرجة على جدول أعمال قمة المناخ "Cop 27" المنعقدة حالياً في مدينة شرم الشيخ بمصر، والتي تشير إلى أن أزمة المناخ التي تجتاح العالم تدعو للقلق على اقتصادات الدول الإفريقية، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وأشارت الصحيفة في مقال للكاتبة نينا لاكاني، إلى أن القارة الإفريقية، طبقاً لتلك الدراسة، ستتكبد خسائر فادحة بسبب المشاكل المناخية ما قد يؤدي إلى تراجع الناتج الإجمالي المحلي في جميع بلدان القارة السمراء بمقدار الثلثين على مدار القرن الحالي.
وأوضحت لاكاني أنه على الرغم من أن القارة الإفريقية تعتبر من أقل المناطق المتسببة في أزمة تغير المناخ، إلا أنها من أكثر المناطق في العالم تضرراً جراء تلك الأزمة، والتي تهدد بفقدان الدول الإفريقية ما يقرب من 64% من الناتج الإجمالي المحلي بنهاية القرن الحالي.
وجاء في الدراسة، أن المعدلات الحالية لاستخدام الوقود الأحفوري وما ينتج عنه من أضرار بيئية ستكون لها عواقب وخيمة على اقتصادات الدول الإفريقية، ما يبرز أهمية التوصل لحلول سريعة وتحقيق تقدم ملموس لتوفير التمويل اللازم، لمواجهة الآثار المناخية الناجمة عن الاحتباس الحراري، إلى جانب تعزيز قدرة الدول الإفريقية على التكيف لمواجهة الأزمة الحالية.
وأشارت إلى أن الدول الإفريقية البالغ عددها 54 دولة، تشكل 15% من تعداد سكان العالم، إلا أنها تسهم بأقل من 4% فقط، في ارتفاع درجة حرارة الأرض في الوقت الذي تصل فيه نسبة إسهام الصين إلى 27%، والولايات المتحدة إلى 15% ودول الاتحاد الأوروبي إلى 17%.
وبالرغم من تلك الحقيقة، إلا أن الدول الإفريقية هي الأكثر تضرراً من التغيرات المناخية الكارثية، والمتمثلة في ارتفاع مستوى سطح البحر وذوبان الأنهار الجليدية، بالإضافة إلى الارتفاع المدمر في درجات الحرارة على مستوى العالم والذي يتسبب في كثير من الكوارث الطبيعية مثل الجفاف وحرائق الغابات والفيضانات.
وأوضحت الدراسة أن الناتج الإجمالي المحلي لثماني دول إفريقية -وهي السودان وموريتانيا ومالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد وجيبوتي ونيجيريا- سيتراجع بمقدار 75% بسبب السياسات المناخية الحالية.
وأفادت الكاتبة نينا لاكاني، بأن الفيضانات في نيجيريا هذا العام على سبيل المثال تسببت في تدمير ما يقرب من 200 ألف منزل، في الوقت الذي يواجه فيه ما يربو على 37 مليون شخص خطر المجاعة في منطقة القرن الإفريقي، بسبب موجة حادة من الجفاف للعام الرابع على التوالي.
وأشارت إلى أنه على الرغم من كل تلك الظروف الطاحنة، إلا أن تقارير الأمم المتحدة تشير إلى أن المخصصات المالية لدعم الدول النامية في هذا الخصوص، يقل بمقدار من 5 إلى 10 أضعاف عن احتياجات تلك الدول حتى تتمكن من مواجهة مشاكل المناخ، في الوقت الذي تتسع فيه تلك الفجوة يوماً بعد يوم.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
دراسات وتحذيرات
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف والعواصف الشديدة وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.